0

يشكو من فقده طمأنينة القلب عند ذكر الله تعالى

ينبغي أن يعلم أن العبد كلما حاول الاقتراب من الله اعترض الشيطان طريقه ، كي ينغص عليه أمره ، ويكدر عليه عيشه ، ويصرفه عن عبادة الله تعالى وطاعته .

فعلى المسلم أن يتحلى بالصبر ، ومجاهدة النفس والشيطان ، ويكثر الدعاء والتضرع إلى الله تعالى ، حتى يثبته على دينه .

إن المحافظة على الصلوات ، والبعد عن المحرمات ، وذكر الله كثيرا ، والتقرب إليه بنوافل العبادات ، هو الصراط المستقيم ، والطريق القويم ، الذي يجب عليك أن تثبت عليه ، وتصبر على مشقته.

وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل ) ، قيل : يا رسول الله ، ما الاستعجال ؟ ، قال : ( يقول : قد دعوت ، وقد دعوت ، فلم أر يستجيب لي ، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء) رواه مسلم

فلا تقل : ذكرت الله كثيرا وصليت وقمت بالليل ولم يرق قلبي ، بل عليك أن تجتهد في الذكر والصلاة والقيام حتى تصل إلى ما تريد .

وكما قيل : من أكثر دق الباب فتح له . أما من دق الباب مرة وانصرف ….

واعلم أن ما يصيبك أحيانا من الحزن والغم والضيق والفتور ، فإنه مما يمكر به الشيطان ويكيد به المؤمنين ليحزنهم ، فإذا أدرك العبد ذلك ، وعلم أن هذا من كيد الشيطان : تيقظ وانتبه ، واستعاذ بالله منه .

واعلم أن حلاوة الإيمان والتلذذ بذكر الله تعالى لن يصل المؤمن إلى هذه الدرجة إلا بعد مجاهدة للنفس والشيطان ، ولذلك قال بعض السلف : ” كابدت القرآن عشرين سنة ، وتنعمت به عشرين سنة ” ، فذلك التنعم بذكر الله وطاعته لا يكون إلا بعد المداومة على العمل الصالح والمجاهدة مدة طويلة حتى يذوق المؤمن حلاوة الإيمان .

وفقك الله إلى ما يحب ويرضى ، وكفاك شر نفسك وشر الشيطان . والله تعالى أعلم .

الإسلام سؤال وجواب


إرسال تعليق

 
Top