قال تعالى: {بَلِ اللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ}.. [آل عمران : 150].

ألم يقل أبو سفيان: (لنا العُزَّى، ولا عُزَّى لكم)، فقال لهم النبي قولوا لهم: الله مولانا ولا مولى لكم، وعندما قال: يوم بيوم، أي يوم أٌحد بيوم بدر، الحرب سجال. فرد عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال: لا سواء، أي نحن لسنا مثلكم؛ قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النار، فكيف تكون سواء وكيف تكون سجالاً!؟

{بَلِ الله مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ الناصرين} ونفهم قول الحق: {خَيْرُ الناصرين} أي يجوز ان يوجد الله بشراً كافرين أو غير كافرين وينصروكم نصراً سطحياً، لا نقول ان هذا نصر انما النصر الحقيقي هو النصر الذي ياتي من الله، لماذا؟ لأن النصر أول ما يأتي من ناحية الله فاطمئن على أنك خالص ومخلص لله والا ما جاءك نصره، فساعة يأتيك نصر الله فاطمئن على نفسك الايمانية وانك مع الله. وقول الحق: {خَيْرُ الناصرين} دليل على أنه من الممكن أن يكون هناك ناصر في عرف البشر.

وقد قال المؤمنون: يارب نحن ضعاف الآن وإن لم نذهب لأحد ليحمينا ماذا نضع؟ فيوضح لهم الحق: كونوا معسكرا إيمانيا أمام معسكر الكفر، وإياكم أن تلجأوا إلى الكافرين بربكم؛ لأنهم غير مأمونين عليكم. وإن كنتم تريدون أن تعرفوا ماذا سأفعل: {سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الذين كَفَرُواْ الرعب}. فإذا ألقى الرعب في قلوب الكافرين فماذا يفيدهم من عَدَدِهم؟! عددهم وأموالهم تصير ملكا لكم وتكون في السَلَب والغنيمة.

المصدر: موقع نداء الإيمان